فصل: قال ابن عاشور:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقيل: إن التوبيخ واقع على ترك الشكر لا على تناول الطيّبات المحللة. وهو حسن؛ فإن تناول الطيب الحلال مأذون فيه. فإذا ترك الشكر عليه واستعان به على ما لا يحل له فقد أذهبه.
والله أعلم. اهـ.

.قال الألوسي:

{ولكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا}.
{ولكُلّ} من الفريقين المذكورين في قوله تعالى: {أولئِكَ الذين نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ} [الأحقاف: 16] وفي قوله سبحانه: {أولئِكَ الذين حَقَّ عَلَيْهِمُ القول} [الأحقاف: 18] وإن شئت فقل في {الذين قالوا ربنا الله} [الأحقاف: 13] و{الذي قال لوالديه أف} [الأحقاف: 17] {درجات مّمَّا عَمِلُواْ} أي من جزاء ما عملوا. فالكلام بتقدير مضاف. والجار والمجرور صفة {درجات} و{مِنْ} بيانية أوابتدائية و{مَا} موصولة أي من الذي عملوه من الخير والشر أو مصدرية أي من عملهم الخير والشر. ويجوز أن تكون {مِنْ} تعليلية بدون تقدير مضاف والجار والمجرور كما تقدم.
والدرجات جمع درجة وهي نحوالمنزلة لكن يقال للمنزلة درجة إذا اعتبرت بالصعود ودركًا إذا اعتبرت بالحدور. و لهذا قيل: درجات الجنة ودركات النار.
والتعبير بالدرجات كما قال غير واحد على وجه التغليب لاشتمال {كُلٌّ} على الفريقين أي لكل منازل ومراتب سواء كانت درجات أودركات. وإنما غلب أصحاب الدرجات لأنهم الأحقاء به لا سيما. وقد ذكر جزاؤهم مرارًا وجزاء المقابل مرة {وليوفيهم أعمالهم} أي جزاء أعمالهم والفاعل ضميره تعالى.
وقرأ الأعمش. والأعرج. وشيبة. وأبو جعفر. والأخوان. وابن ذكوان. ونافع بخلاف عنه {لنوفيهم} بنون العظمة. وقرأ السلمي بتاء فوقية على الإسناد للدرجات مجازًا {كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ} بنقص ثواب وزيادة عقاب. وقد مر الكلام في مثله غير مرة. والجملة حال مؤكدة للتوفية أواستئناف مقرر لها. واللام متعلقة بمحذوف مؤخر كأنه قيل: وليوفيهم أعمالهم ولا يظلمهم فعل ما فعل من تقدير إلا جزية على مقادير أعمالهم فجعل الثواب درجات والعقاب دركات.
{وَيَوْمَ يُعْرَضُ الذين كَفَرُواْ عَلَى النار}.
أي يعذبون بها من قولهم: عرض بنو فلان على السيف إذا قتلوا به وهو مجاز شائع. وذهب غير واحد إلى أنه من باب القلب المعنوي والمعنى يوم تعرض النار على الذين كفروا نحوعرضت الناقة على الحوض فإن معناه أيضًا كما قالوا: عرضت الحوض على الناقة لأن المعروض عليه يجب أن يكون له إدراك ليميل به إلى المعروض أو يرغب عنه لكن لما كان المناسب هو أن يؤتى بالمعروض عند المعروض عليه ويحرك نحو وههنا الأمر بالعكس لأن الحوض لم يؤت به وكذا النار قلب الكلام رعاية لهذا الاعتبار. وفي الأنتصاف أن كل قولهم: عرضت الناقة على الحوض مقلوبًا فليس قوله تعالى: {وَيَوْمَ يُعْرَضُ الذين كَفَرُواْ عَلَى النار} كذلك لأن الملجىء ثم إلى اعتقاد القلب أن الحوض جماد لا إدراك له والناقة هي المدركة فهي التي يعرض عليها الحوض حقيقة. وأما النار فقد وردت النصوص بأنها حينئذٍ مدركة إدراك الحيوانات بل إدراك أولي العلم فالأمر في الآية على ظاهره كقولك: عرضت الأسرى على الأمير. وربما يقال: لا مانع من تنزيلها منزلة المدرك إن لم تكن حينئذٍ مدركة وكذا تنزيل الحوض منزلته حتى كأنه يستعرض الناقة كما قال أبو العلاء المعري:
إذا اشتاقت الخيل المناهل أعرضت ** عن الماء فاشتاقت إليها المناهل

وبعد ذلك قد لا يحتاج إلى اعتبار القلب. وقال أبو حيان: لا ينبغي حمل القرآن على القرآن إذ الصحيح فيه أنه مما يضطر إليه في الشعر. وإذا كان المعنى صحيحًا واضحًا بدونه فأي ضرورة تدعوإليه؟ والمثال المذكور لا قلب فيه أيضًا. فإن عرض الناقة على الحوض وعرض الحوض على الناقة كل منهما صحيح إذ العرض أمر نسبي يصح إسناده لكل واحد من الناقة والحوض.
وابن السكيت في كتاب التوسعة ذهب إلى أن عرضت الحوض على الناقة مقلوب والأصل إنما هو عرضت الناقة على الحوض وهو مخالف للمشهور.
وأنت تعلم مما ذكرنا أولا أن سبب اعتبارهم القلب في المثال كون المناسب في العرض أن يؤتي بالمعروض عند المعروض عليه وأن الأمر في عرضت الحوض على الناقة بالعكس. وتفصيل الكلام في ذلك على وجه يعرف منه منشأ الخلاف أن العرض مطلقًا لا يقتضي ذلك وإنما المقتضى له المعنى المقصود من العرض في المثال وهو الميل إلى المعروض. ومن لم ينظر إلى هذا المعنى ونظر إلى أن المعروض يتحرك إلى المعروض عليه قال إنه الأصل. ومن لم ينظر إلى الاعتبارين وقال العرض إظهار شيء لشيء قال إن كلًا من القولين على الأصل. وهو كما قال العلامة السالكوتي الحق لأن كلا الاعتبارين خارج عن مفهو م العرض فاحفظه فإنه نفيس.
والظرف منصوب بقول محذوف مقوله قوله تعالى: {أَذْهَبْتُمْ طيباتكم} إلى آخِره أي فيقال لهم يوم يعرضون أذهبتم لذاتكم {فِى حياتكم الدنيا} باستيفائها {واستمتعتم بِهَا} فلم يبق لكل بعد شيء منها. وهو عطف تفسير لأذهبتم. وقرأ قتادة ومجاهد وابن وثاب وأبو جعفر والحسن والأعرج وابن كثير {أَذْهَبْتُمْ} بهمزة بعدها مدة مطولة. وابن عامر بهمزتين حققهما ابن ذكوان ولين الثانية ابن هشام وابن كثير في رواية. وعن هشام الفصل بين المحققة والملينة بألف. والاستفهام على معنى التوبيخ فهو خبر في المعنى ولوكان استفهامًا محضًا لم تدخل الفاء في قوله سبحانه: {فاليوم تُجْزَوْنَ عَذَابَ الهون} أي الهوان وكذلك قرئ {بِمَا كُنتُمْ} في الدنيا {تَسْتَكْبِرُونَ في الأرض بِغَيْرِ الحق} بغير استحقاق لذلك. وقد مر بيان سر {فِى الأرض} {وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُونَ} أي تخرجون من طاعة الله عز وجل أي بسبب استكباركم وفسقكم المستمرين. وفي (البحر) أريد بالاستكبار الترفع عن الآيمان وبالفسق معاصي الجوارح وقدم ذنب القلب على ذنب الجوارح إذ أعمال الجوارح ناشئة عن مراد القلب. وقرئ {تَفْسُقُونَ} بكسر السين وهذه الآية محرضة على التقلل من الدنيا وترك التنعم فيها والأخذ بالتقشف. أخرج سعيد بن منصور. وعبد بن حميد وابن المنذر والحاكم والبيهقي في (شعب الإيمان) عن ابن عمر أن عمر رضي الله تعالى عنه في يد جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه درهمًا فقال ما هذا الدرهم؟ قال: أريد أن أشتري به لأهلي لحمًا قرموا إليه فقال أكلما اشتهيتم شيئًا اشتريتموه أين تذهب عنكم هذه الآية {أَذْهَبْتُمْ طيباتكم حياتكم الدنيا واستمتعتم بِهَا}.
وأخرج ابن المبارك. وابن سعد وأحمد في الزهد وعبد بن حميد وأبونعيم في (الحلية) عن الحسن قال قدم وفد أهل البصرة على عمر رضي الله تعالى عنه مع أبي موسى الأشعري فكان له في كل يوم خبز يلت فربما وافقناه مأدومًا بزيت وربما وافقناه مأدومًا بسمن وربما وافقناه مأدومًا بلبن وربما وافقنا القدائد اليابسة قد دقت ثم أغلي عليها وربما وافقنا اللحم الغريض أي الطري وهو قليل قال وقال لنا عمر رضي الله تعالى عنه: إني والله ما أجهل عن كراكر واسنمة وعن صلاء وصناب وسلائق ولكن وجدت الله تعالى عير قومًا بأمر فعلوه فقال عز وجل: {أَذْهَبْتُمْ طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بِهَا}. والكراكر جمع كركرة بالكسرة زور البعير الذي إذا برك أصاب الأرض وهو من أطيب ما يؤكل منه والأسنمة جمع سنام معروف والصلاء بالكسر والمد الشواء. والصناب ككتاب صباغ يتخذ من الخردل والزبيب. والسلائق جمع سليقة كسفينة ما سلق من البقول وغيرها ويروى بالصاد الخبز الرقاق واحدتها صليقة كسفينة أيضًا. وقيل: هي الحملأن المشوية. وقيل: اللحم المشوي المنضج وأنشدوا لجرير:
يكلفني معيشة ال زيد ** ومن لي بالصلائق والصناب

وأخرج أحمد والبيهقي في (شعب الإيمان) عن ثوبان رضي الله تعالى عنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر آخر عهده من أهله بفاطمة وأول من يدخل عليه منهم فاطمة رضي الله تعالى عنها فقدم من غزاة له فأتاها فإذا بمسح على بابها ورأى على الحسن والحسين قلبين من فضلة فرجع ولم يدخل عليها فلما رأت ذلك ظنت أنه لم يدخل من أجل ما رأى فهتكت الستر ونزعت القلبين من الصبيين فقطعتهما فبكيا فقسمت ذلك بينهما فانطلقا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهما يبكيان فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم منهما فقال يا ثوبان اذهب بهذا إلى بني فلان أهل بيت بالمدينة واشتر لفاطمة قلادة من عصب وسوارين من عاج فإن هؤلاء أهل بيتي ولا أحب أن يأكلوا طيباتهم في حياتهم الدنيا» والمسح بكسر فسكون ثوب من عشر غليظ. والقلبين تثنية قلب بضم فسكون السوار. والعصب بفتح فسكون قال الخطابي إن لم يكن الثياب فما أدري ما هو وما أدري أن القلائد تكون منها. ويحتمل أن الرواية بفتح الصاد وهو إطناب مفاصل الحيوان فلعلهم كانوا يتخذون من طاهره مثل الخرز.
قال ثم ذكر بعض أهل اليمن أن العصب سن دابة بحرية تسمى فرس فرعون يتخذ منها الخرز البيض وغيرها. وأحاديث الزهد في طيبات الحياة الدنيا كثيرة وحال رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك معروفة بين الأمة.
وفي (البحر) بعد حكاية حال عمر رضي الله تعالى عنه على نحومما ذكرنا. قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: وهذا من باب الزهد وإلا فالآية نزلت في كفار قريش. والمعنى أنه كانت لكم طيبات الآخرة لوامنتم لكنكم لم تؤمنوا فاستعجلتم طيباتكم في الحياة الدنيا.
فهذه كناية عن عدم الآيمان و لذلك ترتب عليه {فاليوم تُجْزَوْنَ عَذَابَ الهون} ولوأريد الظاهر ولم يكن كناية عما ذكرنا لم يترتب عليه الجزاء بالعذاب. اهـ.

.قال ابن عاشور:

{ولكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا}.
عطف على الكلام السابق من قوله: {أولئك الذين يتقبل عنهم} [الأحقاف: 16] ثم قوله: {أولئك الذين حق عليهم القول} [الأحقاف: 18] الخ.
وتنوين (كلَ) تنوين عوض عما تضاف إليه {كل} وهو مقدر يعلم من السياق. أي و لكل الفريقين المؤمن البار بوالديه والكافر الجامع بين الكفر والعقوق درجات. أي مراتب من التفاوت في الخبر بالنسبة لأهل جزاء الخير وهم المؤمنون. ودركات في الشر لأهل الكفر.
والتعبير عن تلك المراتب بالدرجات تغليب لأن الدرجة مَرتَبَة في العلو وهو علواعتباري إنما يناسب مراتب الخير وأما المرتبة السفلى فهي الدركة قال تعالى: {إن المنافقين في الدَّرَك الأسفل من النار} [النساء: 145].
و وجه التغليظ التنويه بشأن أهل الخير.
و (من) في قوله: {مما عملوا} تبعيضية.
والمراد بـ {ما عملوا} جَزاء ما عملوا فيقدر مضاف.
والدرجات: مراتب الأعمال في الخير وضده التي يكون الجزاء على وفقها.
ويجوز كون (من) ابتدائية. وما عملوا نفس العمل فلا يقدر مضاف والدرجات هي مراتب الجزاء التي تكون على حسب الأعمال. ومقادير ذلك لا يعلمها إلا الله وهي تتفاوت بالكثرة وبالسبق وبالخصوص. فالذي قال لوالديه أف لكما وأنكر البعث ثم أسلم بعد ذلك قد يكون هودون درجة الذي بادر بالإسلام وبِرّ والديه وما يعقب إسلامَه من العمل الصالح.
وكل ذلك على حسب الدرجات.
وأشار إلى أن جزاء تلك الدرجات كلها بقدر يعلمه الله. وقوله بعده: {ولنوفيهم أعمالهم} هو علة لمحذوف دل عليه الكلام وتقديره: قدرنا جزاءهم على مقادير درجاتهم لنوفيهم جزاء أعمالهم. أي نجازيهم تامًا وافيًا لا غبن فيه.
وقرأ الجمهور {ولنوفيهم} بنون العظمة.
وقرأه ابن كثير وأبو عمرو وعاصم وهشام عن ابن عَامر ويعقوب بالتحتية مرادًا به العَود إلى الله تعالى لأنه معلوم من المقام.
وجملة {وهم لا يظلمون} احتراس منظور فيه إلى توفية أحد الفريقين وهو الفريق المستحق للعقوبة لئلا يُحسب أن التوفية بالنسبة إليهم أن يكون الجزاء أشد مما تقتضيه أعمالهم.
{وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا}.
انتقال إلى وعيد الكافرين على الكفر بحذافره. وذلك زائد على الوعيد المتقدم المتعلق بإنكارهم البعث مع عقوقهم الوالدين المسلمين.
فالجملة معطوفة على جملة {والذي قال لوالديه أفّ لكما} [الأحقاف: 17] الآيات.
والكلام مقول قول محذوف تقديره: ويقال للذين كفروا يومَ يعرضون على النار {أذهبتم طيباتكم}. ومناسبة ذكره هنا أنه تقرير لمعنى {لا يظلمون} [الأحقاف: 19]. أي لا يظلمون في جزاء الآخرة مع أننا أنعمنا عليهم في الدنيا ولوشئنا لعجلنا لهم الجزاء على كفرهم من الحياة الدنيا. ولكن الله لم يحرمهم من النعمة في الحياة الدنيا فإن نعمة الكافر في الدنيا نعمة عند المحققين من المتكلمين.
وعن الأشعري: أن الكافر غير منعم عليه في الدنيا. وتؤول بأنه خلاف لفظي. أي باعتبار أن عاقبتها سيئة.
ونعمة الله في الدنيا معاملة بفضل الرّبوبية وجزاؤهم على أعمالهم في الآخرة معاملة بِعدل الإلهية والحكمة.
وانتصب {يوم يعرض} على الظرفية لفعل القول المحذوف.
والعرض تقدم في قوله: {أولئك يعرضون على ربهم} في سورة هود (18) وقوله: {النار يُعرضون عليها} في سورة غافر (46) وفي قوله: {وتراهم يعرضون عليها} في سورة الشورى (45).
وإذهاب الطيبات مستعار لمفارقتها كما أن إذهاب المرء إبعادٌ له عن مكان له.
والذهاب: المبارحة.
والمعنى: استوفيتم ما لكم من الطيبات بما حصل لكم من نعيم الدنيا ومتعتها فلم تبق لكم طيبات بعدها لأنكم لم تعملوا لنوال طيبات الآخرة. وهو إعذار لهم وتقرير لكونهم لا يظلمون فرتب عليه قوله: {فاليوم تجزون عذاب الهون}.
فالفاء فصيحة.
والتقدير: إن كان كذلك فاليوم لم يبق لكم إلا جزاء سيّىء أعمالكم. وليست الفاء للتفريع ولا للتسبب.
وليس في الآية ما يقتضي منع المسلم من تناول الطيبات في الدنيا إذا توخّى حلالها وعمل بواجبه الديني فيما عدا ذلك وإن كان الزهد في الاعتناء بذلك أرفع درجة وهي درجة رسول الله صلى الله عليه وسلم وخاصة من أصحابه.
وروى الحسن عن الأحنف بن قيْس أنه سمع عمر بن الخطاب يقول: لأنا أعلم بخفض العيش ولو شئت لجعلت أكبادًا. وصلائق وصِنَابًا وكَراكر وأسْنِمَة ولكني رأيت الله نعى على قوم فقال: {أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها}.
وإنما أراد عمر بذلك الخشيةَ من أن يشغله ذلك عن واجبه من تدبير أمور الأمة فيقع في التفريط ويؤاخذ عليه.
وذكر ابن عطية: أن عمر حين دخل الشام قدّم إليه خالد بن الوليد طعامًا طيبًا.
فقال عمر: هذا لنا فما لفقراء المسلمين الذين ماتوا ولم يشبعوا من خبز الشعير؟ فقال خالد: لهم الجنة. فبكى عمر.